زیارت دوّم حضرت زینب کبرى (علیها السلام)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ

الْمَظْلُومِ الْعُرْیـانِ، الْمَطْرُوحِ عَلَى الثَّرى، وَقـالَتْ بِصَوْت حَزین: بِاَبی مَنْ نَفْسی لَهُ الْفِداءُ، بِاَبِى الْمَهْمُومُ حَتّى قَضى بِاَبِى الْعَطْشـانُ حَتّى مَضى، بِاَبی مَنْ شَیْبَتُهُ⁽³⁾ تَقْطُرُ بِالدِّمـاءِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَکَتْ عَلى جَسَدِ اَخیهـا بَیْنَ الْقَتْلى، حَتّى بَکى لِبُکـائِهـا کُلُّ عَدُوّ وَصَدیق، وَرَأَى النّـاسُ دُمُوعَ الْخَیْلِ تَنْحَدِرُ عَلى حَوافِرِهـا عَلَى التَّحْقیقِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ تَکَفَّلَتْ وَاجْتَمَعَتْ فی عَصْرِ عـاشُوراءَ بِبَنـاتِ رَسُولِ اللهِ وَاَطْفـالِ الْحُسَیْنِ، وَقـامَتْ لَهَا الْقِیـامَةُ فی شَهـادَةِ الطِّفْلَیْنِ الْغَریبَیْنِ الْمَظْلُومَیْنِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ لَمْ تَنَمْ عَیْنُهـا لاَِجْلِ حِراسَةِ آلِ رَسُولِ اللهِ فی طَفِّ نَیْنَواءَ، وَصـارَتْ اَسیراً بِیَدِ الاَْعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ رَکِبَتْ بَعیراً بِغَیْرِ وَطـاءِ، وَنـادَتْ اَخیهـا اَبَا الْفضْلِ بِهذَا النِّداءِ: اَخی اَبَا الْفضْلِ! اَنْتَ الَّذی اَرْکَبْتَنی اِذا اَرَدْتُ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَدینَةِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ خَطَبَتْ فی مَیْدانِ الْکُوفَةِ بِخُطْبَة نـافِعَة حَتّى سَکَنَتِ الاَْصْواتُ مِنْ کُلِّ نـاحِیَة، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ احْتَجَّتْ فی مَجْلِسِ ابْنِ زِیـاد بِاحْتِجـاجـات واضِحَة، وَقـالَتْ فی جَوابِه بِبَیِّنـات صـادِقَة، اِذْ قـالَ ابْنُ زِیـاد لِزَیْنَبَ سَلامُ اللهِ عَلَیْهـا کَیْفَ رَاَیْتِ صُنْعَ اللهِ بِاَخیکِ الْحُسَیْنِ؟ قـالَتْ: مـا رَاَیْتُ اِلاّ جَمیلا، اَلسَّلامُ عَلَیْکِ یـا اَسیرَةً بِاَیْدِى الاَْعْداءِ فِى الْفَلَواتِ، وَرَأَیْتِ اَهْلَ الشّـامِ فی حـالَةِ الْعَیْشِ وَالسُّرُورِ وَنَشْرِ الرّایـاتِ، وَقـالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ لِیَزیدَ: یـا یَزیدُ مـا ظَنُّکَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِه لَوْ رَآنـا عَلى هذِهِ الْحـالَةِ؟ ثُمَّ قـالَتْ اُمُّ الْمَصـائِبِ زَیْنَبُ لِیَزیدَ: تَقوُلُ غَیْرَ مُتَأَثِّم وَلا مُسْتَعْظِم: «لاََهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا فَرَحاً، ثُمَّ قـالُوا: یـا یَزیدُ لا تَشَلْ» مُنْتَحِیاً عَلى ثَنـایـا اَبی عَبْدِ اللهِ سَیِّدِ شَبـابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ تَنْکِثُهـا بِمَحْضَرَتِکَ، ثُمَّ قـالَتْ: وَلَئِنْ جَرَتْ عَلَى الدَّواهی مُخـاطِبَتُکَ، وَاِنّی لاََسْتَصْغِرُ قَدْرَکَ، وَاَسْتَعْظِمُ تَقْریعَکَ وَاَسْتَکْثِرُ تَوْبیخَکَ، لکِنَّ الْعُیُونَ عَبْرى وَالصُّدُورَ حَرّى اَلا فَالْعَجَبُ کُلُّ الْعَجَبِ مِنْ اِقْدامِکَ عَلى قَتْلِ حِزْبِ اللهِ النُّجَبـاءِ بِحِزْبِ الشَّیْطـانِ الطُّلَقـاءِ، وَلَئِنِ اتَّخَذْتَنـا مَغْنَماً لَتَجِدُنـا وَشیکاً مَغْرَماً، حینَ لا تَجِدُ اِلاّ مـا قَدَّمَتْ یَداکَ، وَمـا رَبُّکَ بِظَلاّم لِلْعَبیدِ، فَاِلَى اللهِ الْمُشْتَکى وَعَلَیْهِ الْمُعَوَّلُ فِى الشِّدَّةِ وَالرَّخـاءِ، فَکِدْ کَیْدَکَ، وَاسْعَ سَعْیَکَ، وَنـاصِبْ جَهْدَکَ، فَوَاللهِ لا تَمْحُو ذِکْرَنـا، وَلا تُمیتُ وَحْیَنـا، وَلا تُدْرِکُ اَمَدَنـا، وَلا تُرَخِّصُ عَنْکَ عـارَهـا، وَهَلْ رَاْیُکَ اِلاّ فَنَداً، وَاَیّـامُکَ اِلاّ عَدَداً، وَجَمْعُکَ اِلاّ بَدَداً، یـا یَزیدُ! اَمـا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تَعـالى: «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذینَ قُتِلُوا فی سَبیلِ اللهِ اَمْواتاً بَلْ اَحْیـاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ» وَحَسْبُکَ بِاللهِ حـاکِماً، وَبِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِه خَصْماً، وَبِجِبْریلَ عَدُوّاً، ثُمَّ قـالَتْ: اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذی خَتَمَ لاَِوَّلِنـا بِالسَّعـادَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَلاِخِرِنـا بِالشَّهـادَةِ وَالرَّحْمَةِ، اِنَّهُ رَحیمٌوَدُودٌ،وَهُوَ حَسْبُنـا وَنِعْمَ الْوَکیلُ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِه وَاَهْلِ بَیْتِهِ الطّـاهِرینَ الاَْئِمَّةِ الْمَعْصُومینَ آمینَ یـا رَبَّ الْعـالَمینَ.