خلق السماوات والأرض بالحق
خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض بالحق ، ولم يخلق الكون عبثاً أو لهواً أو باطلاً، بل خلق لأجل مسمى يقع في علم الله جل وعلا  وإن وراء خلق الكون خالقاً قادراً واحداً تفرد بخلقة وتسخيره والهيمنة عليه . ولايمكن أن يكون في الكون عنصراً أقوى من خالقه ، كما يظن بعض الملحدين ، بل أن المخلوق مسخر بقوة الخالق وهو أضعف منه ، ومن ثم كانت حركة النجوم والسيارات في الفضاء السماوي حركة سريعة فيها طاعة لأمر الخالق ، يقول المولى عز وجل : ( 
أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون ) ، (الروم ، 8) . 
( 
الله بيدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون ) ، (الروم ،11) . 
(
وما خلقنا السماء والأرض ومابينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) 
(
وخلق الله السموات والأرض بالحق . . . ) ، ( الجاثية ،22) . 
( 
ولقد علمتهم النشأة الأولى فلولا تذكرون ) ،(الواقعة ،62) . 
ويتدبر أمر الكون كلة ويستقيم نظامه بقوانين الحق سبحانه وتعالى وسننه المقدرة له , ويعجز العقل البشري عن إدراك هذه القوانين والتوصل إلى ماهيتها . وخلق الله جل وعلا كل الكون وعناصره وقدرها تقديراً محكماً , وسخره بما فيه بالحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وجعل مافيه لخدمه الأنسان لتيسير معيشته على سطح الأرض , يقول الحق تبارك وتعالى : 
(
وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * ماخلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لايعلمون ) ، (الدخان ،38_39 ). 
( 
خلق السموات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين ) ، ( العنكبوت ، 44) . 
( 
ماخلقنا السموات والأرض ومابينهما إلا بالحق وأجل مسمى . . . ) ، (الأحقاف ،3) . 
( 
هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدرة منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ماخلق الله ذلك إلابالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ) ، (يونس ، 5) . 
( 
بديع السموات والأرض إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) ، (البقرة ، 117) . 
( 
قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار ) ، (الرعد ،39) 
وقد أبان القرآن الكريم مؤشرات للإنسان تفهمه كيفية نشأة الكون ونوع مادته في مرحلة ما من المراحل الأولية عند تكوينه , حيث ويقول تبارك وتعالى : 
(
ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ) ، ( فصلت ، 11) . 
وستظل دلائل القدرة اللإلهية وآيات الله في السماوات والأرض وما فيهن حتى قيام الساعة براهين وإشارات ربانية تضئ للإنسان طريق النور والحق والهداية على مر كل زمان . وخلق جل جلاله ما في السماوات والأرض من مخلوقات ظاهرة أو خفية , ومعروفة للإنسان أو غير معروفة , وإن القانون الألهي هو وحده المنظم لسير حركة الكون وتناسق عناصره وتوازنها وكل ذلك عن حكمة وتدبير وتقدير من الله عز وجل , ولا يوجد فيها مجال للعفوية أو العشوائية أو الصدفة كما يقترح الملحدون والطبيعيون في نظرياتهم , والذين يرون في قوانين الطبيعة قدرة ذاتية خلاقة ( الخلق الذاتي ) أي أن الكون أوجد نفسه بنفسه ولا خالق له , وهذا هو الضلال المبين . 
وعجز الإنسان ولايزال عاجزاً عن معرفة نشأة أي عنصر من عناصر الكون ب, في ضوء القوانين العلمية التي توصل الإنسان إلى معرفتها . ذلك لأن هذه العناصر هي مسخرة بمشيئة الله عز وجل بقوانين إلهية غير تلك التي ألأفها الأنسان في محيط الأرض التي يعيش عليها . وستبقى هذه العناصر الكونية _ في كل عصر وزمان ومهما تقدم العلم الوضعي _ دلائل ساطعة من دلائل قدرة الله عز وجل في الخلق , بل هو سبحانه وتعالى خالق قبل أن يخلق الخلق , فالخلق صفة في ذاته جل جلاله . ويقف المفكرون والعلماء في ذهول وخشوع وانبها أمام دلائل قدرة الله عز وجل في خلق الكون بمن فيه , يقول تبارك وتعالى : ( 
إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ) ، (فاطر ،28) . 
لهذا الكون نهاية وأنه سيعود إلى أصله
القرآن يتجلى في تكوين المياه العذبة
حركة الارض كما في الروايات
عدد الاراضي في القران و الروايات