مذکرات احرار-صوت الأنين
  الراوي :أحدالأحرار
 كان قد قضيت شهرين في السجن و كان محرم قد 
 بدأ ، و توصلنا الي اتفاق مع الأخوات مفادة ضرورة القيام بمراسم العزاء و الندب . في الليلة الأولي من محرم قمنا باللطم و الندب لمدة ربع ساعة و نادينا يا حسين ، في تلك الليلة كان دور " فينش " في الحراسة ، كان يطرق علي الباب بقوة لكي يجبرنا علي السكوت . إن السكون الحالك في السجن كان يؤدي الي انتقال الصوت الي الزنازين الأخري و هكذا كان يصل الي ذان الحراس وطلبت من الأخوات أن ينادوا يا حسين بأعلي صوت ممكن لكي لا نسمع صوت الحارس و عندما وجد أنه لا يستطيع أن يسكتنا ذهب و أحضر حارسا ً خرا ً ، لم نكن قد رأيناه من قبل . كان وجهه اسوء و أقبح من وجه فينيش بدرجات أكثر بحيث كان أحد الأخوة يقول : كلما أراه أصاب بالإسهال ! و نحن كنا قد أطلقنا عليه اسم "ملين"! . في الليلة الثانية من العزاء قام ملين بفتح الشباك الصغير في الزنزانة و نظر نظرة مرعبة الي الداخل بوجهه الضخم و الموحش و صرخ قائلا ً : " اصمتوا ؟ ماذا يجري ؟ اتقومون بأعمال الشعوذة " قلنا : " انها الليلة الأولي من محرم و نحن نحي مراسم العزاء " قال : " إذا لم تصمتوا سوف تواجهون عقابا ً شديدا ً . تلك الليلة و باقي الليالي مرت علي هذه الوتيرة و نحن بدورنا لم نوقف المراسم لكي لا يظنوا بأننا قد خفنا من تهديدهم . في ليلة التاسع و العاشر قمنا ايضا ً بإقامة العزاء خلافا ً لما كانوا يتوقعونه . جاء عدد من المسؤولين و فتحوا باب الزنزانة بالصياح و الصراخ ، و لكننا استمرينا بمراسمنا و كنا نقرأ دعاء 
 " امن يجيب " و لكن عندما رأووا بأننا لن نسكت انتظروا ليروا ماذا سنفعل بعد الدعاء ، و عندما انتهي البرنامج قالوا الن سنصحبكم الي الأسفل و سنفصلكم ، قلنا : حتي لو فصلتمونا فإننا سنقوم بعملنا . نحن مسلمون و علينا أن نقوم بالعزاء ثم رحلوا . في الصباح لكي يقوموا بعقابنا لم يقدموا لنا وجبة الفطور و أحضروا مجموعة من السجناء الي خلف زنزانتنا و بدأوا بتعذيبهم و لا أعلم إن كانوا عراقيين أم إيرانيين و كنا نسمع صوت المقدح الكهربائي يتهاوي علي 
 رؤوسهم . ذلك الصوت كان صوت الأنين .
  المصدر :محرم در اسارت/ «محرم في الأسر»
  
  التدين بعد الثورة الاسلامية (1)
 مذكرات معاق- الحركة 
 بينوکيو و التماسيح البعثية 
 الجنون حتي القيامة 
 مذکرات الاحرار-نحن منافق 
 مذکرات الاحرار- القرد الكبير 
 مذکرات -الجسر