الشاعر السيد علي خان المدني ( رحمه الله )
( 1052 هـ ـ 1120 هـ )
اسمه ونسبه :
السيد علي خان بن أحمد بن معصوم بن أحمد بن إبراهيم بن سلام ، وينتهي نسبه إلى زيد بن الإمام علي بن الحسين بن علي ين أبي طالب ( عليهم السلام ) .
ولادته ونشأته :
ولد السيد علي خان بالمدينة المنوَّرة سنة ( 1052 هـ ) ، ونشأ في رعاية والده ، وفي ظل أسرة علمية شريفة .
رحلاته :
اشتغل بالعلم عندما كان في بلاد الحجاز ، ثم هاجر إلى حيدر آباد في الهند سنة ( 1068 هـ ) ، وبقي هناك ثمانياً وأربعين سنة . جعله ملكُ الهند على ألف وثلاثمائة فارس ، ولقَّبه بـ( خان ) ، وولاَّه على مدينة ( لاهور ) وتوابعها .
وبعد أن استعفي ذهب لأداء فريضة الحج ، ثم زار مشهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وورد مدينة ( إصفهان ) سنة ( 1117 هـ ) ، في عهد السلطان حسين ، وأقام بها مدَّة من الزمن .
ثم ذهب إلى ( شيراز ) وحطَّ رحاله فيها ، واشتغل بالتدريس فيها إلى آخر أيام عمره .
أقوال العلماء فيه :
نذكر منها ما يلي :
أولاً : قال العلاَّمة الأميني في الغدير : شاعرنا صدر الدين السيد علي خان من ذخائر الدهر ، وحسنات العالم ، ومن عباقرة الدنيا ، فنّي كل فنّ .. .
ثانياً : في كتاب أمل الآمل : من علماء العصر ، عالم ، فاضل ، ماهر ، أديب ، شاعر .
ثالثاً : في كتاب حديقة الأفراح : السيد علي خان المدني صاحب سلافة العصر ، هو الإمام الذي لم يسمح بمثله الدهر .
رابعاً : قال مؤلف نفحة الريحانة : إنّه أبرع من أظلَّته الخضراء ، وأقلَّته الغبراء ، وإذا أردت علاوة في الوصف قلت : هو الغاية القصوى ، والآية الكبرى ، طلع بدرُ سَعْدِه فنسخ الأهِلَّة .. .
مؤلفاته :
نذكر منها ما يلي :
1 - رياض السالكين في شرح الصحيفة الكاملة السجَّادية .
2 - نغمة الأغان في عِشْرة الإخوان ( أُرجوزة ) .
3 - أنوار الربيع في أنواع البديع .
4 - سلافة العصر في محاسن أعيان العصر .
5 - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة .
6 - الزهرة في النحو .
7 - الحدائق النديَّة في شرحة الصمدية .
8 - ديوان شعره ، مع رسائله .
وفاته :
توفي السيد علي خان المدني ( رحمه الله ) عام 1120 هـ بمدينة شيراز ، ودفن في حرم السيد أحمد بن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، المعروف بـ( شاه جراق ) في مدينة شيراز .
الشاعر السيد علي خان المدني
ينظم في شوقه لبلاد ( نجد )
| تذكـر بالحمـى رشـا أغنى |
| وهاج لـه الهوى طَرَباً فغنَّى |
| وحَـنَّ فـؤادُ مُشـتاقٍ لنجـد |
| وأين الهِنـدُ مِـن نجـد وأنَّى |
| وغَنَّت فـي فروع الأيك وَرق |
| فجاوَبَهــا بزفرتــه وأنـا |
| وطارحها الغَرَام فحيـن رَنَّت |
| لـه بتنفـس الصُّـعَداء رنـا |
| وأورى لاعـج الأشـواق مِنهُ |
| بويـرق بالابيـرق لا وهنـا |
| معنـى كلّمـا هبـت شـمال |
| تذكَّـر ذلـك العيـش المُهَنا |
| إذا جَنَّ الظلام عليـه أبـدى |
| مـن الوجـد المُبَرَّح ما أحنا |
| سقى وادي الغضا دمع إذا ما |
| تهلَّل لا السَّـحاب إذا أرجحنا |
| بكيـت دمـاً وحَنَّ إليه قلبي |
| فَخَضَّـبَ من دَمِي كَفَّا وحنا |
الشاعر السيد علي خان المدني
ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
| أميرُ المؤمنيـن فَدَتْـكَ نفسـي |
| لنا من شـأنك العَجَـبُ العُجَابُ |
| تَولاَّك الأُلَـى سُـعِدُوا فَفَـازُوا |
| ونَـاوَاك الذيـنَ شـقوا فَخَابوا |
| ولو علم الورى ما أنت أضحوا |
| لوجهـك سـاجِدِين ولـم يحابوا |
| يمين الله لو كشـف المغطـى |
| ووجـه الله لو رفـع الحِجَـابُ |
| خَفيت عن العيونِ وأنتَ شَمسٌ |
| سَـمَت عن أن يُجلِّلَها سَـحابُ |
| وليس عَلى الصـباح إذا تَجلَّى |
| يبصـره أعمى العيـن عَـابُ |
| لِسِـرٍّ ما دعـاك أبـا تـراب |
| مُحمـدٌ النبــي المُســتَطابُ |
| فكان لِكُلِّ من هـو مـن تُرابٍ |
| إليـك وأنـت عِلَّتـه انتِسـابُ |
| فلولا أنت لـم يُخلَـق سـماءٌ |
| ولولا أنـتَ لـم يُخلَـق تُرابُ |
| وفيك وفي ولائك يَـوم حَشـرٍ |
| يُعاقَب مـن يُعاقَـب أو يثـابُ |
| بِفَضلك أفصحت تَوراةُ موسى |
| وإنجيل ابـن مريـم والكِتـابُ |
| فَيَا عجبـاً لِمَـن نَاواك قدمـاً |
| ومن قَـومٍ لِدَعوتِهِـم أجابُـوا |
| أزاغوا عَن صِراطِ الحَقِّ عَمداً |
| فَضَـلُّوا عنك أم خفي الصَّوَابُ |
| أم ارتابوا بما لا رَيـبَ فِيـهِ |
| وهلْ في الحَقِّ إذ صَدَع ارتيابُ |
| وهل لِسِـواك بعد غَديـر خُمٍّ |
| نَصِـيبٌ في الخِلافة أو نِصابُ |
| ألَمْ يجعـلك مولاهـم فَذُلَّـتْ |
| على رغـمٍ هنـاك لكَ الرِّقابُ |
| فلَـمْ يطمـح إليهـا هَاشِـميٌّ |
| وإن أضـحى له الحَسَبُ اللُّبَابُ |
| فَمِن تَيـم بن مُـرَّة أو عَـدِيٍّ |
| وهُم سَـيَّان إن حضروا وغابوا |
| لئِن جَحَـدوك حَقَّك عن شـقاءٍ |
| فبالأشـقين ما حَـلَّ العقـابُ |
| فكم سَـفِهت عليكَ حلوم قـومٍ |
| فَكُنتَ البـدر تَنبَحُـهُ الكِـلابُ |